المنتخبات المؤهلة سلفاً لكأس العالم 2026

مع اقتراب العدّ التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم 2026، والتي ستقام لأول مرة في ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية، كندا والمكسيك، بدأ الشغف الجماهيري يتزايد بشكل غير مسبوق. البطولة القادمة لن تكون عادية، فهي الأكبر في تاريخ المونديال بعدد المنتخبات المشاركة (48 منتخباً بدلاً من 32)، مما يفتح الباب أمام فرص أكبر لمختلف القارات، لكنه في الوقت نفسه يفرض تحديات جديدة على المنتخبات الطامحة لصناعة التاريخ.

ورغم أن التصفيات ما زالت جارية في مختلف القارات، إلا أن هناك منتخبات ضمنت بالفعل التأهل إلى العرس الكروي العالمي، إما بحكم كونها دولاً مضيفة، أو بفضل النتائج المبهرة التي حققتها في مشوار التصفيات حتى الآن.

الدول المضيفة: الولايات المتحدة، كندا، المكسيك

وفقاً للوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يحق للدولة المضيفة الحصول على بطاقة تأهل مباشر إلى البطولة. وبما أن مونديال 2026 سيُقام بالتشارك بين ثلاث دول، فقد ضمنت كل من الولايات المتحدة الأمريكية، كندا والمكسيك مقاعدها مبكراً.

هذا التأهل المبكر يمنح هذه المنتخبات فرصة ذهبية للتحضير بعيداً عن ضغوط التصفيات. فالولايات المتحدة، التي تطورت كروياً بشكل لافت خلال العقد الأخير، تسعى لإثبات نفسها كمنافس حقيقي على أرضها. أما كندا، التي تألقت في كأس العالم 2022 بقطر رغم خروجها المبكر، فهي تطمح للذهاب أبعد هذه المرة، خاصة مع بروز أسماء لامعة مثل ألفونسو ديفيز. في حين أن المكسيك، صاحبة التاريخ الكبير في المونديال، تأمل أن تستغل عاملي الأرض والجمهور لتحقيق إنجاز يتجاوز دور الـ16، وهو السقف الذي لم تستطع كسره في العقود الأخيرة.

منتخبات ضمنت التأهل عبر التصفيات

إلى جانب المنتخبات المضيفة، بدأت التصفيات القارية في كشف هوية بعض المنتخبات التي ضمنت بطاقة العبور مبكراً. ففي قارة أوروبا، التي ستحصل على الحصة الأكبر من المقاعد (16 منتخباً)، تمكنت بعض القوى التقليدية مثل ألمانيا، فرنسا، وإنجلترا من حجز مقاعدها مبكراً بفضل الأداء القوي والثابت في التصفيات. هذه المنتخبات لم تكتفِ بالنتائج، بل قدمت عروضاً كروية تؤكد جاهزيتها للمنافسة على اللقب.

وفي قارة أمريكا الجنوبية، لا تزال المنافسة مشتعلة، لكن منتخبات مثل البرازيل والأرجنتين – اللتين تسيطران على مشهد الكرة العالمية تاريخياً – أظهرتا تفوقاً كبيراً، مما جعل تأهلهما مسألة وقت لا أكثر. البرازيل، صاحبة الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالمونديال (5 ألقاب)، والأرجنتين بطلة النسخة الأخيرة في قطر 2022 بقيادة ليونيل ميسي، مرشحتان لتقديم عروض استثنائية من جديد في نسخة 2026.

أما في قارة آسيا، فقد تمكنت اليابان وكوريا الجنوبية من فرض هيمنتهما المعتادة على التصفيات، وهو ما يؤكد حضورهما المستمر في المونديال منذ عقود. ومع اتساع عدد المقاعد الآسيوية إلى 8، فإن القارة الصفراء مرشحة لتسجيل حضور تاريخي من حيث العدد والنوعية.

ما الذي تعنيه هذه التأهلات المبكرة؟

التأهل المبكر يمنح المنتخبات فرصة ذهبية للتحضير بعيداً عن الضغط، سواء من خلال تجارب ودية قوية، أو بإتاحة المجال للمدربين لتجربة خطط جديدة وإدماج لاعبين شباب دون خوف من فقدان النقاط. على سبيل المثال، منتخب فرنسا الذي يعيش فترة ذهبية بفضل مواهبه الشابة، قد يستخدم فترة ما قبل البطولة لإعادة بناء خط هجوم أكثر انسجاماً استعداداً للمنافسة.

كما أن المنتخبات المضيفة ستخوض تحدياً مزدوجاً: من جهة الاستفادة من عامل الأرض والجمهور، ومن جهة أخرى مواجهة الضغوط الهائلة من جماهيرها التي تنتظر نتائج استثنائية.

الخلاصة

بينما لا تزال التصفيات جارية وتنتظر الجماهير حول العالم الكشف عن بقية المنتخبات المتأهلة، فإن قائمة المنتخبات التي ضمنت حضورها بالفعل تعكس مزيجاً من القوة التقليدية والتجارب الجديدة. الولايات المتحدة، كندا، المكسيك، إلى جانب القوى الأوروبية الكبرى مثل ألمانيا وفرنسا وإنجلترا، فضلاً عن عمالقة أمريكا الجنوبية والآسيويين المعتادين، كلها أسماء تجعل من مونديال 2026 حدثاً مرتقباً بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

هذه النسخة قد تكون الأكثر إثارة في التاريخ، ليس فقط بسبب العدد الكبير من المنتخبات، بل أيضاً لأن تنوع المدارس الكروية سيجعل من كل مباراة ملحمة بحد ذاتها. الجماهير حول العالم على موعد مع بطولة لا تنسى، حيث تختلط الطموحات، وتُكتب صفحات جديدة في تاريخ كرة القدم.